التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

هدم للمساجد وتغيير للهوية الإسلامية.. ابن سلمان يحارب الدين في بلاد الحرمين 

دمرت السلطات السعودية في 10 نوفمبر 2022 مسجد “الحريف” التاريخي الواقع بين مدينتي “العوامية” و “القاضي” وأفرغت محتوياته.

واستندت السلطات السعودية إلى سبب تدمير هذا المسجد التاريخي بضرورة توسيع الطرق الممتدة من العوامية إلى القطيف.

وهذه ليست المرة الأولى التي تدمر فيها السلطات السعودية مسجداً شيعياً بل أمروا العام الماضي بهدم مسجد العهد بين مدينتي أم حمام والملاحة غربي محافظة القطيف بحجة تطوير الأحياء.

وأكد مراقبون أن هدف السعودية بهذا الإجراء هو تدمير الشوارع التي شهدت احتجاجات ضد الحكومة السعودية في مارس 2011 ، كما تم تبني هذه السياسة من أجل الانتقام من العائلات التي دعمت المتظاهرين في احتجاجات 2011.

إن تدمير مسجد الحريف وقبل ذلك العهد هو جزء من تمييز طائفي تعسفي ومنهجي من قبل آل سعود ضد أهالي القطيف والأحساء، حيث تعمد السلطات السعودية استهداف التراث الثقافي والديني لمنطقة القطيف.

كما دمرت السلطات السعودية، في كانون الأول / ديسمبر 2020 ، مسجد “الإمام الحسين (ع)” في “الزرعة” جنوب منطقة العوامية بعد أن حاصرته في الصباح دون سابق إنذار وكان هذا المسجد هو المكان الذي صلى فيه الشهيد “نمر باقر النمر” في المصلين.

نمر باقر النمر، فقيه سعودي شيعي، اعتقل في أعقاب احتجاجات الشيعة السعوديين عام 2012، وفي يوم الأربعاء 16 أكتوبر / تشرين الأول 2015، تم إعدامه بالسيف وصلب بتهمة: “عمل ضد الأمن القومي والحرب” وتسبب إعدامه في ردود فعل سلبية واسعة النطاق في المنطقة والمنظمات الدولية المستقلة.

هذا فيما أعلنت وسائل الإعلام مؤخرًا أن نظام آل سعود قرر تدمير مناطق جديدة في القطيف. وفي أكتوبر 2022، بدأت عملية هدم وسط القطيف ضمن مخطط مزعوم لتطوير الشارع المعروف باسم “الملك عبد العزيز”.

لم تتوقف سياسة الرياض في تدمير العلامات الثقافية والتاريخية والاجتماعية لأهالي منطقة القطيف، فيما يواصل نظام آل سعود هجماته على مدن وقرى هذه المنطقة يومًا بعد يوم، ومسلسل التدمير الممنهج للهوية.

في 13 ديسمبر / كانون الأول 2017، هاجمت السلطات السعودية حي الشويكة جنوب القطيف، حيث دمرت جرافاتهم عددًا من المنازل والمحال التجارية، ما عرقل سبل عيش المواطنين السعوديين.

كثف آل سعود أعمالهم التعسفية بحق سكان محافظة القطيف وبلداتها ذات الأغلبية الشيعية وتتعارض عمليات الاعتقال والإعدام والهجمات العشوائية في قرى ومدن محافظة الشرقية مع كافة المعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية والقوانين الدولية.

تحاول القوات الأمنية هدم مئات المنازل وسط القطيف، من أجل تهجير آلاف الأشخاص، وظاهريا يدعي النظام أن هذه الخطة تنموية وتشمل مشاريع خيرية، لكن نيتها الخفية أكبر وأخطر.

يحاول النظام السعودي تغيير التركيبة السكانية الشيعية في هذه المنطقة لإضعاف أكبر أقلية فيها، وتوطين مواطني الدول الأخرى والأجانب في هذه المنطقة.

وقد تم إبلاغ أهالي هذه المنطقة بخطة الهدم وتم تحذيرهم من هذه النوايا الكيدية، لكنهم يرفضون مغادرة منازلهم لعدة أسباب، من بينها حقيقة أنه من المفترض أن يتم تعويضهم عن هدم منازلهم، والتي تضخم بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، فالمنازل غير مناسبة ولا يمكنهم شراء منزل بهذا المال ولا يمكنهم الاستئجار أيضاً.

وحتى الآن، تم اعتقال العشرات من الشيعة السعوديين من قبل جهاز أمن آل سعود. على الرغم من أن اعتقال النشطاء الشيعة والمعارضين للحكومة السعودية كان موجودًا دائمًا في المملكة العربية السعودية، منذ ولي عهد “محمد بن سلمان” منذ يونيو 2017، فقد زادت عملية الاعتقال والقمع للشيعة والمعارضين السعوديين بشكل كبير، بحيث في مايو / أيار 2019 أعدمت الحكومة السعودية 37 شخصًا وقطعت رؤوسهم، كما أعدم في 12 مارس 2022 41 محتجًا شيعيًا سعوديًا من سكان منطقتي الأحساء والقطيف شرقي السعودية.

حوالي 10 إلى 15 بالمئة من سكان المملكة العربية السعودية هم من الشيعة الذين يعيشون بشكل رئيسي في محافظة “الشرقية” وعلى الرغم من أن قمع آل سعود يشمل جميع أبناء هذا البلد، إلا أن شيعة المملكة العربية السعودية يواجهون انتهاكًا أكثر شدة واتساعًا لحقوق الإنسان.

الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية هي قضية استقطبت دائمًا انتباه المنظمات والجماعات الحقوقية الدولية، لكن تجدر الإشارة إلى أن العنف الطائفي والسياسات التمييزية الممنهجة، وخاصة ضد الشيعة في المملكة العربية السعودية، غالبًا ما يتم إهمالها بعيدًا عن أعين المجتمع الدولي وإهمالها.

بموقف طائفي، ينظر آل سعود إلى الشيعة السعوديين على أنهم “مواطنون من الدرجة الثانية”، وهذا الرأي يتسبب في حرمان الشيعة السعوديين من حقوقهم الأساسية ويشهدون التمييز الشامل لآل سعود.

صحيح أن ابن سلمان يحارب الشيعة بشكل خاص في السعودية ولكنه يقوم أيضاً بخطوات تستهدف الدين الإسلامي بشكل عام فهو يحارب الأذان والقرآن والصلاة ويهدم المساجد ويعمل على نشر الثقافات الغربية بدلاً منها

ابن سلمان يغير الهوية الإسلامية للسعودية

مظاهر تراها لأول مرة في السعودية حيث باتت أشجار عيد الميلاد تغطي السعودية في موسم أعياد الميلاد ولكن في المقابل يتم الأمر بهدم المساجد!

لم يعد يبدو الأمر غريباً على ولي العهد محمد بن سلمان إصدار تعليمات لوزارة الشؤون الإسلامية بمنع استخدام مكبرات صوت المساجد في المملكة دون الآذان والإقامة. فمنذ استلامه زمام الحكم في مملكة الرمال عمل ابن سلمان على إحداث تغييرات جذرية في المملكة متجهاً بها نحو شاطئ الفساد والانحلال الأخلاقي والاجتماعي وإضفاء الطابع الغربي على البلاد بهدف تحقيق أهدافه الشخصية ليس إلا ومتناسياً قدسية البلاد بالنسبة لمسلمي الأرض، وها هو اليوم يضرب بهذه القدسية عرض الحائط بعد أن أسكت صوت المساجد وسمح ببيع الخمور وإقامة الحفلات السافرة وعروض الأزياء واعتقال المئات من العلماء والدعاة البارزين في المملكة.

وفي خطوة جديدة اتخذها بن سلمان تعزز الابتعاد عن الاسلام و الارتماء في أحضان الغرب تمثلت هذه المرة في إدخال مناهج موسيقى بمدارس السعودية على حساب تخفيض ساعات تدريس القران الكريم و اللغة العربية، وجاء القرار ضمن خطة دراسية وصفت ب”المطورة” تشمل تقليص عدد ساعات تدريس القرآن الكريم واللغة العربية.

وشهدت السعودية منذ أعوام قليلة تغييرات جذرية وذلك ضمن رؤية 2030 التي خطها ولي العهد محمد بن سلمان. وتشمل الرؤية افتتاح دور للسينما وزيادة الفعاليات الفنية والرياضية. كما تشمل الرؤية تنظيم حفلات غناء لمغنين عرب ومن أنحاء العالم، وذلك لأول مرة في تاريخ السعودية. وتأتي هذه الفعاليات والأنشطة مقابل خفوت أصوات جمعيات ومؤسسات دينية في المملكة التي كانت على مدار سنين طويلة بيئة محافظة.

ووجهت وزارة التعليم السعودية كل مدارس التعليم العام ورياض الأطفال ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ومدارس التربية الخاصة والتعليم المستمر والمعاهد العلمية ودار الحدث المكي والمدني وبرامج الهوية الوطنية في المدارس العالمية، بأن يوقفوا العمل بالدليل القديم الخاص بالخطط الدراسية الذي كان معتمداً العام الماضي، على أن يبدؤوا العمل وفق دليل الخطط الدراسية المطور الذي أصدرته الوزارة.

عاش ابن سلمان في جو معادٍ للدين والأخلاق والقيم، ومبشر بانسلاخ الوطن من عروبته وإسلامه، وتتلمذ على يد ثلة من الزنادقة، فضلا عن بيئة البطر والتفسخ والدلع الذي عامله به والده، حيث كان لا يُسأل عما يفعل، فكانت هذه عوامل جعلت من شخصيته مسخا بامتياز فإن موقفه من الدين لا يقف عند خوفه من المتدينين، لكونهم يعترضون على الفساد والظلم، بل إن مشكلته مع الإسلام نفسه ومع ثوابته الكبرى (الله والرسول والقرآن واليوم الأخر) فهو يستخف بالإسلام، بل تفلت منه عبارات تدل على إلحاد حقيقي والعياذ بالله.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق