لقاء أمني بحريني مع جنرال صهيوني كبير
كشفت وسائل إعلام صهيونية، عن زيارةٍ سرية لرئيس أركان جيش الاحتلال «هرتسي هليفي» إلى البحرين، للمشاركة في مؤتمرٍ عسكريّ دوليّ بمشاركة قادة عسكريين من الدّول العربيّة. وقال موقع عبريّ، إنّ رئيس الأركان «هرتسي هاليفي» يزور البحرين في مؤتمرٍ عسكريّ دوليّ، بمشاركة كبار القادة العسكريين من الدّول العربيّة، وكانت زيارة رئيس الأركان سريّة، لكن ظهرت صورة له وهو جالس في لقاءٍ مع وليّ عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء «سلمان حمد الخليفة».
وأضاف إنّ هذه الزّيارة تعدّ الزّيارة السريّة الأولى «لهليفي»، بصفته رئيس أركان جيش الاحتلال إلى إحدى الدّول المبرم معها اتفاقيّة «أبراهام» لتطبيع العلاقات، والمرّة الأولى التي يشارك فيها كرئيسٍ للأركان، في لقاءٍ مع القادة العسكريين لبعض الدّول العربيّة.
وتولّى هرتسي هليفي قبل ثلاثة أسابيع مهامه كرئيس أركان جيش الاحتلال، وتعهّد بتجهيز «الجيش للحرب على الجبهات القريبة والبعيدة» بعد تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينيّة ضدّ عناصر الاحتلال الصهيونيّ – حسب الموقع.
ونشر «موقع واللا» عن «صحيفة أخبار الخليج» البحرينيّة، صورةً للقائد العسكريّ الصهيونيّ «هرتسي هليفي» وهو جالس في لقاء مع وليّ عهد البحرين، رغم أنّها زيارة سريّة لم يُعلن عنها من قبل. ويُعقد المؤتمر الأمنيّ في البحرين تحت رعاية القيادة المركزية للجيش الأمريكيّ، ويشارك فيه قائد القيادة المركزيّة للجيش الأمريكيّ مايكل كوريلا. ووقعت البحرين والامارات في 13 أغسطس (آب) 2020 اتفاقية مخزية لتطبيع علاقاتهما مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، وانضم المغرب والسودان بعد ذلك إليهما في كانون الأول/ديسمبر 2020 وكانون الثاني/يناير 2021 برعاية الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الذي كان ينظر لبعض الدول العربية كبقرة حلوب وأعلن ذلك بوضوح. وجاء هذا التطبيع وسط رفض شعبي كبير لما سحقت بعض الانظمة العربية القضية الفلسطينية لتبقى جاثمة على كرسي الحكم.
ونشر “معهد واشنطن” تحليلا لمدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، سايمون هندرسون، تحدث فيه عن اجتماع رئيس أركان جيش الاحتلال مع زعماء البحرين، معتبرا أن الاجتماع يسلط الضوء على التركيز المستمر للتهديد الإيراني بقيادة الولايات المتحدة، والقوة التي تشكل أساس اتفاقيات أبراهام. وقال هندرسون، إن وسائل إعلام الاحتلال سارعت للإعلان عن وجود رئيس الأركان في البحرين بعد أن كشفت صحيفة محلية بحرينية عن حضور هليفي مع رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والجنرال في الجيش الأمريكي مايكل كوريلا. ورأى أن وسائل إعلام الاحتلال لم تنشر خبر الرحلة في وقت سابق، إما لأنها لم تعلم بأمرها أو لأنها تلقت أمراً بالتكتم عنها، لكنها كشفت بعد ذلك أن هليفي توجه إلى البحرين مباشرةً عبر المجالين الجويين الأردني والسعودي.
والرحلة هي الأولى التي يقوم بها رئيس أركان الاحتلال إلى الخارج منذ تعيينه في الشهر الماضي. وقد زار سلفه أفيف كوخافي البحرين مرة واحدة على الأقل، كما فعل وزير الحرب السابق بيني غانتس في شباط/ فبراير 2022، ورئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ في كانون الأول/ ديسمبر. واعتبر هندرسون أن الاجتماع الذي عُقد هذا الأسبوع بعد وقت قصير من مناورات “جونيبر أوك” العسكرية الرئيسية، التي شاركت فيها طائرات وسفن أمريكية وإسرائيلية، يشير إلى تزايد العلاقة متانة وتقدماً بين الاحتلال والبحرين. وأضاف: “لا يمكن إلا تخمين سبب سماح البحرين بانتشار نبأ الاجتماع.. فوسائل الإعلام المحلية تخضع بشدة لنفوذ الحكومة وربما لسيطرتها أيضاً، لذلك فإنه من شبه المؤكد أن التسريب كان متعمداً”.
وأكد أن المسؤولين البحرينيين فخورون بعلاقتهم مع “إسرائيل”، وليسوا قلقين بصفة خاصة بشأن تزايد التوترات مؤخراً في الضفة الغربية. وأشار إلى أن تسريب الزيارة قد يشكل طريقةً اعتمدتها المنامة لتعزيز صورة العلاقة، التي لا تبدو مهمة مقارنةً بعلاقات “إسرائيل” مع الإمارات. فعلى الرغم من توقيع الدولتين على “اتفاقيات أبراهام” في عام 2020، فإن جهود التطبيع في الإمارات شملت تعاوناً تجارياً وسياحياً أعمق بكثير إلى جانب العلاقات الأمنية.
وعلى صعيد متصل أعرب معارض: النظام لجأ للتطبيع مع الاحتلال لتفادي سقوطه وحسب هندرسون، فإن الزيارة على المستوى المحلي، تُظهر المكانة الرفيعة التي يتمتع بها ولي العهد الأمير سلمان، الذي غالباً ما يطغى على مكانته العسكرية فردان آخران من عائلة آل خليفة المالكة وهما: المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد، القائد العام لـ”قوة دفاع البحرين”، واللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد، قائد “الحرس الملكي البحريني” والأخ الأصغر غير الشقيق لسلمان. ويُعتبَر كلاهما متشدداً ضد إيران، وصارماً في التعامل مع المعارضة الشيعية التي تشكل أغلبية سكان البحرين، ولا يزال المئات من أبنائها محتجزين دون محاكمة من قبل الحكومة بقيادة السنّة.
آخر محاولة من الصهاينة للعرب لحضور الاجتماع في المغرب
يرتبط الاجتماع الأمني في البحرين إلى حد ما بالاجتماع القادم للدول العربية والنظام الصهيوني في المغرب. وهذا الاجتماع الذي سيعقد بدعم من الولايات المتحدة ولمراجعة التطورات في فلسطين، جاء في وقت كان الأردن قد أعلن أنه لن يشارك في الاجتماع إذا لم يكن القادة الفلسطينيون حاضرين. إن غياب الأردن المسؤول عن المسجد الأقصى يمكن أن يلقي بظلاله على لقاء المغرب ويؤدي إلى الفشل. كما يستند الاجتماع الأمني الأخير في البحرين إلى حقيقة أن الصهاينة يريدون جمع المزيد من الدول العربية في المغرب وزيادة وزنهم في المنطقة، وهذه هي آخر لقطة في سلسلة سلطات تل أبيب لاتخاذ الترتيبات اللازمة مع قادة التسويات العرب. وبالنظر إلى أن المملكة العربية السعودية ليس لديها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، فإن السلطات الإسرائيلية تحاول الاستفادة من علاقات البحرين مع السعوديين لتكون قادرة على وجود ممثل المملكة العربية السعودية إلى جانبهم في لقاء المغرب.
الخوف من رد فعل الرأي العام
عندما وافق مسؤولو آل خليفة على التسوية مع الصهاينة، اعتقدوا أن الرأي العام سوف يتصالح مع هذه القضية بعد مرور الوقت، ولكن تبين أن حجة آل خليفة كانت خاطئة، وبعد عامين ونصف العام، نرى أن معارضة الشعب البحريني لخطة التسوية تتزايد يوما بعد يوم. وأظهرت ردود الفعل العالمية على حضور الصهاينة في مونديال قطر 2022، أن الرأي العام في العالم العربي، على عكس الحكام، ليس لديه رأي إيجابي حول التطبيع، كما أن آل خليفة قلقون من هذه القضية، ولهذا السبب فمنذ بداية التطبيع لم يستطيعوا جلب الرأي العام معهم.
إضافة إلى الرأي العام، أعرب بعض المسؤولين البحرينيين مؤخرًا عن آرائهم السلبية بشأن التطبيع مع النظام الصهيوني المحتل. وفي جلسة البرلمان البحرينية الأخيرة، وصف ممدوح الصالح، أحد نواب هذا البلد، الوجود المزيف لإسرائيل بأنه “نظام صهيوني مغتصب” وأظهر أن النواب لديهم رأي مختلف في قضية التطبيع. وتسبب موقف هذا الممثل البحريني في قيام مستخدمي تويتر الناطقين بالعربية بإظهار موجة من المعارضة والنقد مع التطبيع على الشبكات الاجتماعية. لذلك، يحاول حكام المنامة حاليا إبقاء أي لقاءات أمنية مع المسؤولين الصهاينة سرية حتى لا تثير حساسية الرأي العام.
المصدر / الوقت