“دولة داعش” في طريقها الى الزوال في العراق
سامح مظهر –
رغم أنه كان من المتوقع أن تصل “دولة داعش” في العراق الى طريق مسدود، بسبب الايديولوجية المتخلفة التي تستند اليها والاعمال الوحشية المنافية للفطرة الانسانية التي تعاملت بها مع كل من يعارضها او يقف على الحياد منها، الا ان الفضل يعود ايضا، في وصول “دولة التوحش” الى نهايتها، الى العراقيين، مرجعية وشعبا وقوات مسلحة وحكومة، بعد أن أظهروا إرادة قوية في الوقوف في وجه العدمية التي تمثلها “داعش”.
الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي ، بفضل ارشادات المرجعية العليا في النجف الاشرف وحكومة السيد حيدر العبادي ، جاءت لتؤكد أن “دولة داعش” لن تبقى في العراق، وهذه الحقيقة تمثلت واقعا على الارض في مناطق عديدة من محافظات صلاح الدين والانبار وديالى، حيث تركت “داعش” جثث قتلاها ولاذت بالفرار ، الا ان هذا الفرار لن يدوم طويلا ، فالقوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي وابناء عشائر المنطقة الغربية من العراق، عقدت العزم على جعل أرض العراق ، بركانا يتفجر تحت اقدام “الدواعش” ، ولابد أن يدفع عناصر هذا التنظيم التكفيري ثمن أفاعيلهم الجبانة في قتل شباب سبايكر وسبي النساء الايزديات وتهجير المسيحيين وقتل الشيعة والسنة من العراقيين.
هذه الايام تتوالى أخبار الانتصارات من العراق، بفضل الخطط العسكرية المحكمة لمطاردة عناصر “داعش” في الانبار وصلاح الدين، التي ساهمت في انهيار معنويات “داعش”، الامر الذي يتطلب ألا تمنح القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر ، فرصة لعناصر “داعش” لالتقاط الانفاس، والتي انكشفت على حقيقتها ، فهي عناصر جبانة ، لن تقاوم ابدا في حال واجهت رجالا مصممين على القتال حتى النفس الاخير ، وهو ما بان واضحا من البيانات المتكررة لزعماء هذا التنظيم التكفيري وعلى رأسهم كبيرهم ابو بكر البغدادي ، الذين أخذوا يحملون العنصر العراقي في “داعش” مسؤولية ما حصل من انهيارات في صفوف مسلحيهم.
ان البيان الذي اصدره زعيم هذا التنظيم ابو بكر البغدادي ، والذي دعا فيه الى عدم قبول اعضاء جدد من العراقيين في تنظيمه ، مرجحا عليهم العرب والاسيويين والغربيين ، لهو اكبر دليل على ان العراقيين يرفضون هذا التنظيم ، وانهم عاقدون العزم على طرده من ارضهم والى الابد.
يمكن ملاحظة الانهيار المعنوي الكبير الذي تعيشه “داعش” من خلال الحملة الاعلامية الشرسة التي تستهدف قوات الحشد الشعبي ، التي تشكلت بعد فتوى المرجعية العليا في النجف الاشرف ، حيث تشارك في هذه الحملة كل المواقع التابعة للتكفيريين وتلك الممولة بالمال الخليجي ، والتي تنعق ليل نهار وتصف قوات الحشد الشعبي بصفات ونعوت لا تليق الا بالتكفيريين ، كما تشن حملات أشرس وأعنف من هذه الجهات ضد المرجعية العليا في النجف الاشرف ، بسبب وأدها لفتنة “داعش” والبعثيين ، بفضل الفتوى التاريخية التي اطلقها سماحة السيد آية الله على السيستاني حفظه الله.
ان ورطة “داعش” في العراق تسبب بها البعثيون الذين زينوا لـ”داعش” فعلتهم المتمثلة بدخول العراق ، زاعمين أن عشائر غرب العراق سترحب بهم وتستقبلهم بالاحضان ، وان بامكانهم تأسيس “دولتهم” في هذه المناطق ، ولكن الحقائق على الارض جاءت لتفند مزاعم البعثيين ، حيث بدأت عشائر العراق وخاصة في المناطق الغربية تنتفض على “داعش” وما شهداء عشيرة البونمر وباقي العشائر العراقية الأخرى الا دليلا على هذه الحقيقة الناصعة ، فلا حاضنة لـ”الدواعش” في العراق الا البعثيين وبعض من غُرر بهم والمرتزقة واصحاب السوابق والمجرمين ، وهم بمجموعهم لا يمثلون العشائر العربية الغيورة في غرب العراق.
ان تاكيدات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بشأن تراجع “داعش” امام القوات العراقية في مختلف المناطق وان معركة الحسم باتت قريبة ، لم تأت من فراغ ، فثقة القيادة العراقية بالنصر ، جاءت على ضوء المعطيات الميدانية ، والخطط العسكرية الذكية، والارادة الشعبية العارمة لطرد هذا الجسم الغريب من الجسد العراقي بأكمله ، حتى أخذت طلائع القوات العراقية وابناء العشائر تلوح في الافق ، وهي تتحضر لتطهير أرض الموصل ، ليس من “الدواعش” فقط بل ومن البعثيين وكل من سولت له نفسه التعاون مع هؤلاء التكفيريين.
ان القضاء على “دولة داعش” في العراق ، لن يكون في صالح العراقيين فقط ، بل سيؤدي حتما الى هزيمة “داعش” في سوريا ولبنان ومصر وليبيا وباقي البلدان الاخرى . ان رأس الافعى موجودة في العراق واذا ما تم قطع هذا الراس ، فان باقي الجسد سيضمحل ويموت ، وهذا الامر يؤكد ضرورة ان تساعد الدول الاخرى ، وخاصة الدول الاقليمية العراق في القضاء على “داعش” ، لانها ، اي هذه الدول ، تساعد نفسها في الحقيقة ، فلو تجذرت “داعش” في العراق ، فشرها سيصل لا محالة الى كل مكان في المنطقة.