التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

صانع الولاعة 

هادي جلو مرعي

هذه كلمات من أغنية لأبي بكر سالم وهو مغن من اليمن معروف ويغني من زمن بعيد حتى وصل حد الشيخوخة لكنه يستهوي الكثير من الشباب المتحمس لقضية شعب اليمن في شماله وفي الجنوب. وكل البلاد مضطهدة للأسف نتيجة لعوامل فشل سياسي وأمني وتدخلات إقليمية ودولية إستهلكت قدرات هذا الشعب المظلوم، لكن أبا بكر سالم إستطاع بموهبته أن يخلق جوا مختلفا بأغانيه ومنها أغنية ( أمي اليمن ) مع إن بلده يعاني ويتمزق منذ عقود وقد دخل في حروب تتكرر وتصنع معاناة تنتشر في كل مكان. قال لي صديق حين سألته عن عقبرية الأشياء، إن هناك من يصنع ثلاجة يستخدمها الناس وينتفعون منها وهي دليل عبقرية لكنه لايتمكن من التسويق لإبداعه والناس يستخدمون الثلاجة لكنهم لايعرفون الصانع المبدع. بينما يصنع احدهم ولاعة سجائر صغيرة، يزخرفها ويبدع فيها ويتحدث للناس عنها ويظهر على شاشة التلفاز وهو يبتسم للجمهور ويشرح له السر الكامن في هذه الولاعة ويحتفل به الناس ويمجدونه ويلتقطون معه الصور وليس كلهم يدخن السجائر بينما هم جميعا يشربون المياه المبردة في الثلاجة ويأكلون الفواكه المحفوظة داخلها. بمعنى آخر إن صانع الثلاجة لم يسوق لنفسه، بينما تمكن صانع الولاعة من العمل بكد للتسويق لنفسه.

العراقيون يمتلكون حضارة عظيمة وثروات كبيرة وشعب جبار، وجغرافيا لامثيل لها، ولديه قدرات معرفية هائلة لكنه فشل في إختبارات عديدة بسبب العلاقات السيئة على الدوام بين الحاكم والمحكوم، وحين يدخل في إختبار ما تجد نسبة الفشل حاضرة وبقوة، وفي مجال كرة القدم وفي المسابقة الاخيرة حضر العراق كبقية دول الخليج التي كان يتسيد السباق معها عبر عقود مرت، لكنه هذه المرة فشل وبصورة مخزية في تحقيق إنجاز ما بل كان كل الإنجاز غير المسبوق له هو أن حل في المرتبة الأخيرة من بين كل الدول المشاركة وعددها ثمان دول وتقدمت عليه اليمن التي أذلت بعض المنتخبات الكروية بلعب جميل مع إنهم كانوا ضعاف البنية ولايمتلكون مؤهلات ولاقدرات ولاأموال.

هم صنعوا الولاعة وأبدعوا في إشعالها واحرقوا وجوه الآخرين، مثلما غنى أبو بكر سالم لليمن ووصفها بالحضارة العظيمة التي لاتشبهها حضارة في الأرض.تقول كلمات الأغنية الولاعة.

 

” من يشبهك من؟

 

أنتِ الحضارة

 

أنتِ المنـاره

 

أنتِ الأصل والفصل والروح

والفن

 

من يشبهك من؟

 

 

أمي اليمن

 

 

في داخل القلب حبك

 

في الفؤاد استبأ

 

من قبل بلقيس وأروى والعظيمه سبأ

 

 

ياكاتب التاريخ

 

سجل بكل توضيح

 

أنتِ الأصل والفصل والروح والفن

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق