14 آذار: ممنوع دعم جيش لبنان!
حمزة الخنسا
مرّة جديدة يقف الجيش اللبناني مكشوفاً أمام غدر الجماعات الإرهابية المنتشرة على الحدود الشرقية. لا غطاء سياسياً للجيش، في ظل إصرار فريق الرابع عشر من آذار على حصر الحديث عن دعمه بالعتاد المطلوب بـ”المكرُمة الملكية” السعودية التي طال انتظارها . يعمل رموز هذا الفريق، ومعهم بعض “المتذبذبين”، على شيطنة فكرة التنسيق مع الجيش السوري الشرعي لمواجهة خطر التكفيريين. في حين، أثبتت المعارك التي خاضها الجيش اللبناني حتى اليوم، كما العمليات الإستخباراتية النوعية التي نفّذ العديد منها في مناطق محاذية للحدود السورية، أن التنسيق بين الجيشين، معلوماتياً وعملانياً، قائم.. عند الحاجة.
لا يريد فريق 14 آذار أن “يتورّط الجيش اللبناني في لعبة التنسيق مع جيش النظام السوري”. “تيّار المستقبل” بدا جازماً في هذا المجال.
14 آذار: لا للتنسيق
تقول مصار “المستقبل” إن التنسيق مع الجيش السوري يُراد له أن يكون فاتحة لمرحلة التنسيق السياسي بين حكومتي البلدين. ليس خافياً أن “المستقبل” يعتبر الحكومة السورية “غير شرعية”، وانطلاقاً من هذه “النظرة” تعتبر مصادره أن التنسيق بين الجيش اللبناني ونظيره السوري “حاجة ملحّة للنظام السوري للخروج من عزلته العربية والدولية”، و”محاولة منه لكسب شرعية ديبلوماسية في ظل موجة عدم الإعتراف التي يواجهها”.
تقرّ هذه المصادر بأن التنسيق على المستوى الأمني قائم من خلال مكتب التنسيق بين الجيشين، لكنها تضعه في خانة “معالجة بعض المشاكل التي قد تطرأ على الحدود اللبنانية ـ السورية المشتركة “. تحذّر من أن تطوير هذا التنسيق الى مستوى “التنسيق السياسي مع سوريا هدفه ضم لبنان الرسمي الى جانب الفريق المتورّط في الحرب الأهلية السورية، وبالتالي تغطية تدخّل حزب الله في الحرب الدائرة هناك” . أكثر من ذلك، تتخوّف من أن يكون هدف الدعوة الى التنسيق بين الجيشين “توريط الجيش اللبناني بحرب ضد فصائل المعارضة السورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب”.
ينفي الآذاريون علمهم بوجود “غطاء أممي” للجيش اللبناني يمكّنه من التنسيق مع نظيره السوري في مواجهة الأخطار الإرهابية. يقولون إنها “مسألة سيادية” تُقرّ في بيروت. يرون أن الجيش اللبناني يبلي بلاءًا حسناً في مواجهة الإرهابيين. وفي انتظار تنفيذ “الوعد الملكي” بتسليح الجيش، لا يحبّذون الحديث عن أي مصدر آخر لدعم الجيش اللبناني وتسليحه. بنظرهم، فقد جرى تلزيم مؤسسة الجيش اللبناني الى المتعهّد السعودي مع وكالة حصرية!
8 آذار: التنسيق تحصيل حاصل
في المقابل، يرى فريق 8 آذار في التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، ضرورة ملحّة لمواجهة خطر الإرهاب التكفيري الذي يضرب البلدين. تستغرب مصادر هذا الفريق عدم إدراك حجم الأخطار المحدقة بلبنان نتيجة الإرهاب التكفيري الذي يسعى جاهداً ويستغل كل فرصة ممكنة لضرب لبنان.
تقول المصادر إن الكمائن التي تعرّض الجيش اللبناني على طول الحدود المشتركة مع سوريا وآخرها في رأس بعلبك، تثبت أن لبنان الرسمي المتمثل بالجيش، قد أصبح فعلاً في قلب المعركة مع الإرهاب. وبالتالي، فإن الحديث عن محاولات “جرّ” الجيش الى معركة مع الإرهابيين يندرج في إطار سياسة خلق الذرائع والتبريرات لأفعال الجماعات الإرهابية. هذا الحديث يشبه تماماً “خبرية” فريق 14 آذار الموحّدة عن أن العمليات الإرهابية التي تطال لبنان سببها تدخّل حزب الله في سوريا.
نقطتان إضافيتان تردان في كلام 14 اذار يرد عليهما فريق 8 آذار . الأولى أن التنسيق يعطي شرعية للنظام السوري. والثانية أنه يغطي تدخّل حزب الله في سوريا.
في الأولى، تقول مصادر هذا الفريق أن النظام السوري ليس بحاجة الى التنسيق السياسي مع الحكومة اللبنانية نيلاً للشرعية. تتحدّث عن علاقات مع دول عربية “كبيرة وصغيرة غنية وفقيرة” بدأت فعلاً مدّ حبال التواصل مع دمشق. آخرهم دولة الكويت التي أعادت فتح السفارة السورية لديها، وسمحت لعدد من الديبلوماسيين السوريين (التابعين للنظام) ممارسة أعمالهم من قلب الكويت. وتساءلت المصادر: كيف “سيُعيد لبنان “تعويم” النظام السوري وهو نفسه بحاجة لمن يدعمه ويسانده في ملفات كثيرة عالقة ليس آخرها ملف العسكريين المخطوفين؟
في الثانية، تقول المصادر إن مسألة مشاركة حزب الله في قتال التكفيريين في سوريا إنطلاقاً من الحدود اللبنانية، أصبح مُسَلّماً به وأمراً واقعاً لدى كل الأطراف الدولية التي تتعاطى الملف السوري . تتحدّث عن “عجقة” موفدين، عرباً وأجانب، زاروا لبنان وأقرّوا بصوابية قرار حزب الله مواجهة التكفيريين. وبالتالي، ماذا ينفع الحديث عن “غطاء” 14 آذار لهذه المشاركة في ظل الإعتراف الدولي المتزايد بأهمية دور حزب الله على هذا الصعيد؟