التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

لماذا کل هذا الحقد علی الحشد الشعبي؟ 

علاء رضائي –

التصريحات التي نقلتها وسائل الاعلام والتي أطلقها نجم منصات ما سمي بساحات الاعتصام، التي كانت اوكاراً للبعثيين والتكفيريين، هي جزء من مسلسل التآمر الدولي والأقليمي على الحشد الشعبي العراقي.

فالمدعو رافع الرفاعي والذي يلقبه أتباعه كذباً وتدليساً بـ”مفتي الديار العراقية” لأنه هو ومن يدعي تمثيلهم لايشكلون الا نزر يسيراً من الأمة العراقية المعروفة لمن الأغلبية فيها، في حين أن الحشد الشعبي هو المدافع الرئيس عن أمن واستقلال ووحدة العراق في مواجهة التآمر التكفيري الغربي.

ومن القاهرة التي تحولت بفعل “الربيع العربي”  الى مرتع للمتأسلمين تارة والبعثيين أخرى، يرفض رافع الرفاعي بأسم أهل السنة مقاتلة “داعش” لأن القضاء عليه يعرض السنة الى “الذبح” على يد الشيعة ـ حسب ما نقل عنه!

وكأن الشيعة هم من هاجموا مناطق السنة وهددوا بهدم مراقد ائمتهم، وليس داعش الذي أذل رجال المحافظات الغربية وتزوج بناتهم دعماً لمجهوده الحربي وللترفيه عن مقاتليه القادمين من الصين واندونيسيا وباكستان وافغانستان والشيشان وتونس والصومال وتركيا واليمن وجزيرة الاعراب.. فاليصبر سماحة المفتي وسيرى بعينيه الجيل القادم في مناطقهم وأختلاط الأعراق فيه!

وفي حين كان أبناء الجنوب السومري الشيعي يقدمون الدماء دفاعاً عن مناطق كان الأحرى بالرفاعي وأمثاله من دعاة الطائفية الكاذبين الدفاع عن حرائرها، بدل أن يضعوا يديهم بيد نكرات الآفاق والغرباء ليستبيحوها ويتخذوا من الموصل الحدباء عاصمة لخلافتهم!

أن الحشد الشعبي في العراق والذي قام استجابة لنداء المرجعية في الدفاع عن حرمة العراقيين بشتى مذاهبهم ومكوناتهم وعن وحدة العراق، يواجه اليوم حلقة مترابطة ومنظومة مبرمجة من المؤامرات التي تقاد من خارج العراق وبعض من ينفذها حتى داخل الحكومة والعملية السياسية.. فهل تتصورون أن تصريحات بعض السياسيين السنة من أمثال النائب الذي كان مشمولاً بالاجتثاث، ظافر العاني، واتهامه الذي أدانه القضاء العراقي وحكم ضده لفصائل من الحشد الشعبي بالتطهير العرقي كان بمحض الصدفة ولايرتبط بمواقف آخرين في داخل العراق وخارجه.. تصريحات مدفوعة الثمن لزعامات  دوحوية وثانية من نجد؟

ابداً.. هي جزء من منظومة متكاملة (دولية ـ اقليمية ـ ومحلية) هدفها ضرب الحشد الشعبي ليس فقط لاعتبارات داخلية عراقية، بل لعلمهم أن هذا الحشد يشكل قوة لها تأثيراتها الاقليمية تتجاوز “داعش” وأخواته التكفيريات، وأن مفاعيله في العديد من البلدان بمحصلة تهدد الأمن الصهيوني والغربي في نهاية المطاف وتحاصره.

ووفق المنطلق ذاته ظهرت قائمة المنظمات الارهابية التي اطلقتها دولة الامارات العربية المتحدة، أحدى الدول المتهمة هي بالأساس بدعم الارهاب في العراق وسوريا وافغانستان وايران وباكستان واليمن، وبالتدخل في مصر وليبيا وبأضعاف المقاومة الفلسطينية واقامة علاقات مع كيان الارهاب الصهيوني.. فالقائمة شملت جميع فصائل الحشد الشعبي العراقي دون أن تدرج تنظيماً ارهابياً واحداً من القوى المعروفة بعدائها للعملية السياسية والمدانة وقياداتها بالارهاب كالبعثيين بشقيهم جناح عزة الدوري ويونس الاحمد والحزب الاسلامي الاخواني وكتائب ثورة العشرين وجيش الطريقة النقشبندية وهيئة علماء مسلمي حارث الضاري وعصابات عبد الله الجنابي والجيش الاسلامي و…الخ، فلماذا استثنت جميع هؤلاء.. هل لأنها تدعم معظمهم وتشكل بالنسبة لها أجزاء من منظمومة واحدة تقودها الولايات المتحدة في النهاية وان تعددت واجهاتها المحلية والآقليمية؟!

ان الحشد الشعبي العراقي الذي تقع على عاتقه اليوم مهمة الدفاع عن حياض العراق يتعرض الى مؤامرة واسعة ومعقدة هذه بعض فصولها:

1. ضرب عسكري مباشر، وقد حدث على يد طيران التحالف أكثر من مرة.. او دعم الدواعش من خلال السلاح والعتاد والمؤونة خلال المواجهات مع الحشد الشعبي بذريعة وقوع خطأ!

2. الضغط على الحكومة العراقية لأهمال واضعاف قوات الحشد الشعبي تحت مبررات وحجج واهية متعددة، لذلك ترى التأخير في دفع مرتباتهم وأهمال اوضاع أسرهم وعوائلهم، وضعف الدعم اللوجستي المقدم لهم..

3. محاولة بث التفرقة بين مكونات وتنظيمات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية…

4. خلق ضد نوعي شعبي من المكونات الأخرى، كالحديث عن “الحرس الوطني” الذي يقال أن الأميركيين تعهدوا بأيجاده الربيع القادم من خلال دعم بعض القيادات التي شاركت في ادخال “داعش” الى المحافظات الغربية الثلاث وبعضهم مدان بالارهاب ومحكوم عليه من قبل القضاء العراقي!

5. محاولات التحالف المزعوم ضد “داعش” من توجيه الأخير نحو بعض الحواضن القريبة من الحدود الايرانية لاسباب متعددة:

ـ خلق تهديد مباشر لايران ونقلها من الهجوم في مواجهة الارهاب الى الدفاع.. ومشاغلتها لتنضيج “طبخات” معدة اقليمياً وعراقياً.

ـ اشراك ايران في القتال ضد الارهاب التكفيري دون مقابل اقليمي او دولي ومن منطلق دفع التهديد..

ـ الدفع للأصطكاك بين قوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة لخلق اجماع بين العرب السنة والاكراد ضد الحشد الشعبي.

ـ تمدد قوات الاقليم في المناطق المتنازع عليها لفرض أمر واقع على الحكومة العراقية مستقبلاً.

ومع كل هذا الوصف الذي تقدم، يبقى الحشد الشعبي العراقي هو المشروع الوطني العراقي الأصيل في مواجهة التكفير والحقيقة الثابتة التي لايمكن لأيّ قوة او جهة تجاوزها، لأنها لا تستند الى مجرد حسابات سياسية ومصلحية، بل الى ضرورات وطنية وانسانية ودينية ثابتة ومتجذرة في الواقع العراقي والاقليمي.. ولأن الحشد الشعبي العراقي هو القوة الحقيقية الوحيدة التي تقف بوجه الهجمة الأرهابية التكفيرية ـ البعثية (الغربية ـ الاقليمية).. ولأنه الذي يمسك بالأرض ومؤخراً بسماء المعركة، على خلاف الذين يعادونه من دواعش السياسة الذين أصبحوا يستجدون عواصم العالم بحثاً عن ارض يقفون عليها، ولولا الحشد الشعبي لما تمكنوا حتى من السكن في المنطقة الخضراء او الزجل تحت قبة البرلمان..

ولأنه يقف خلف الحشد الشعبي الملايين من الاحرار في داخل العراق وخارجه..  فأن الحشد الشعبي يتحدى كل الدواعش ممن هم من داخل العراق او في خارجه، من المشاركين في العملية السياسية او معارضيها.. وهذه أحدى رسائل ؤيارة الاربعين المليونية…

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق