التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

الفساد..!! 

د . ماجـــد أســد

في القضايا الصغرى كما في القضايا الكبرى عندما يغيب المعيار ، يتحول الجدل – الحوار / النقاش – في الغالب لا الى ضياع الوقت والجهد فحسب بل الى ضياع القضية ذاتها . ،

فهل ذيل القطة السوداء في الغرفة المعتمة في ليلة حالكة السواد يناسب حجم القطة …؟ ،

وهل اجراء عملية كبرى بأدوات ماقبل التاريخ تحقق تقدما في مفهوم معالجة ( ضعف المناعة ) ام دحضها تماما ..؟

وهل من هو في نهاية درجات المعرفة يحق له ان يبدي رأيا في معالجة اشكالية ما اذا الكون بلا حافات ام انه غير قابل للتقلص و التمدد ، وان علينا ان نتتبع خطاه ، حتى لو اتجهت الى الفراغ او الى جهنم … ؟ ،

وهل من لا يقرأ في العالم الواحد بحسب احصائيات المؤسسات العالمية المتخصصة في التربية والمعرفة ، الا يضع كلمات لا تتجاوز اليد الواحدة وحده يمتلك حق التحكم بمصير البشر …؟

والامثلة لا تزيد الجدل عقما و اضاعة للوقت والجهد لانها قائمة على الكلمات – التي عزلت عن محتواها و سياقها – فحسب ، بل لأنها في الاصل باطلة فعندما لا يستطيع ٩٩٪ من سكان دولة ما ، وضع حد بين الليل والنهار ، او بين الذكر والانثى ولا بين الباطل والحق ، او بين ماهو اسود و اخر ابيض او بلون الرماد او بين ماهو خاص وعام ، وبين الكسيح او الاعمى او الاصم او الابلة وبين السليم او بين النذل الذي يصبح قدوة ، والحكيم المضطر الى الانزواء … الخ . فأن الدكتاتورية والفساد المالي والاداري لن يزدهرا فحسب بل يستطيعا ان يقودا ٩٩٪ من السكان الى الهاوية .. وما ادراك ما الهاوية ، و مشهد سقوط الدكتاتوريات والانظمة الفاسدة لم يغب عن الذاكرة ولا عن البصر .

فهل وضعنا دستورا و شرعنا قانونا واسسنا منهجا نحتكم اليه في معالجة قضايا اساسية لن تتحول الى معضلة مضافة واشكالية تضاف الى الاشكاليات غير القابلة للتكرار .. ام تركنا الدستور ذاته يتحول الى اشكالية والى معضلة تنتضر الحل ؟ !

ما العدل .. ما الديمقراطية .. ما الفساد .. وهي الاسئلة التي ان غاب المعيار في معاجلتها لن تجعلنا نتقدم الا خطوات الى الخلف ! والا لماذا يشهد ٩٩٪ من سكان البلاد مشاهد تتحول فيها البديهيات – او هكذا نفترض – الى معضلات …؟

كالاختلاف الحاصل في حق التعبير او قمعه وواجب العمل للجميع او ترك البطالة تزدهر و تقنين شعار اكذب اكذب حتى لا احد يصدق ما النافع وما الضار ! لان اولويات الحياة لدى الانسان ان لا يفقد انسانيته بشروطها الاولية اذ تصبح هي المعيار الذي يتحكم اليه الجميع بدل محاولات الانشغال بقضايا يدفع الشعب ثمنها لسنوات ولعقود ان لم نقل لقرون !!

فمن ذا يفسر لنا الفساد في نهاية المطاف ومتطلبات الحياة الضرورية تقطر قطرة قطرة للشعب وهو لا يحلم الا بهواء صالح للتنفس وبماء غير ملوث وبنور يطرد شبح سجون الجلادين .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق