التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

المحاولات السعودیة لعزل ایران عن المنطقة 

لم تتأسس السعودية على اساس دولة وطنية او حتى انتماء جغرافي محدد انما على اساس حكومة ملكية وراثية تحت غطاء الاسلام على ارضها وخضعت القبائل بحد السيف تحت حاكميتها وهي تمثل النظام السياسي الاقليمي التقليدي – اي الملكي- وتحاول تطوير علاقتها مع الدول الاخرى التي تحكمها انظمة سياسية تقليدية مشابهة مثل دول الخليج الفارسي والمنضوية تحت خيمة مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول المجاورة لها إلاانها فشلت في الكثير من الاحيان ان تجبر هذه البلدان من العمل تحت رايتها رغم المبادرات والجهود الكبيرة التي بذلتها بالاستفادة من الجهد الاعلامي الواسع لديها.

ومن جانب اخر لم ترضخ الدول الخليجية رغم كل الضغوط للابتعاد عن الجمهورية الاسلامية الايرانية واعطائها صبغة مذهبية والمواجهة السنية – الشيعية وحشد الخطابات الطائفية ودعمها بالامكانات الاعلامية والفقهية ومحاولة دعم النفوذ الوهابي المتطرف الى العديد من المؤسسات الدينية لتعميم الاصطفافات المذهبية على عموم المنطقة وبتجيش امكانات مالية بالغة الضخامة وفي ترميم صورة الرياض في المنطقة والعالم عبر استخدام الهيمنة للنفوذ داخل بعض المؤسسات إلا انها واجهت رفضاً تاماً من اكثر الدول الخليجية حفظاً لعلاقات متماسكة حسب مصالحهم المتبادلة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ولمكانتها التاريخية ووزنها في العالم الاسلامي والدولي.

ومن المعلوم ان رياض تابعة في سياستها الخارجية والاقليمية للولايات المتحدة الامريكية ولا تخرج بعيداً عن هذه السياسة وهي مجبرة على الطاعة والتعامل معها مما تجعلها مغلولة اليدين في ان تكون الند بالند لها.

من هذا المنطلق فان واشنطن تعتبر الحامية للسعودية تجاه اي خطر داخلي وخارجي يهددها وقد اثبتت الاحداث صدق سياسة الرياض في هذه المقولة. اذن الرياض يجب ان تتحرك وتكون اساساً وفق هذا الموقف بعيداً عن مصالحها الوطنية والاقليمية والدولية  ولاتألوا جهداً من استخدام ما تملكه من قوة سياسية واقتصادية من اجل اثبات ارادة فعلية وصميمية لحماية هذه العلاقة وعلى هذا المبدا لاتبدو السعودية امام اخطار وجودية مباشرة ( كما تعتقد ) وقد اجبرت الرياض من قبل الولايات المتحدة الامريكية بالعمل لمواجهة ايران وهي تشعر بالقلق من الهدف الايراني المتعلق بأقامة منطقة شيعية (مايسمى بالهلال الشيعي ) كما اوحي لها في الشرق الاوسط مما يتطلب مواجهتها ومن هذه الباب ارسلت قوات عسكرية للبحرين تحت تاثير هذه المقولة.

 ولكن سيدرك القادة السعوديون ان هناك الكثير من الامور لايمكن شراؤها بالمال والسلاح مثل الحرية والقيم العرقية والثقافية حتى وان تم توفير لقمة العيش إلا انها ليست لديها ارادة لتوفير الحرية للشعوب. ومن المبادرات التي اهتمت بها وسائل الاعلام واعطتها زخماً اعلامياً مضاعفاً هو ما حدث خلال الاسابيع الماضية بعد التقارب المصري- القطري وما شهدته القاهرة من لقاء على طريق مبادرة  الملك السعودي بين البلدين كما سميت وهي في الحقيقة لم تكن إلا وسيلة تظهر فيها المملكة وجودها وثقلها كما تتصور بهذه الاساليب اما واقع الحال يبين العكس من ذلك لان الرياض لا تحظى بتاييد في الاوساط العربية كما كانت سابقاً ولاحتى في الراي العام الاسلامي  ولاتعطيها الفرصة لتشكيل جبهة واحدة خدمة  لاستراتيجيتها ولاسيما امام التهديدات الاسرائيلية كما تقول رسمياً وتجتمع في الخفاء مع مخابراتها ( الموساد ) اكثر من مرة باشراف واشنطن تحت غطاء محاربة الفكر الاصولي الديني في المنطقة.

كما ان دول الخليج الفارسي لم تكن في هذه المرحلة ضمن اطار واحد وسياسة معينة مشتركة ابداً لان الخلافات الموجودة فيما بينها واسعة وخاصة الاتهامات المتبادلة في اتهام السعودية وقطر بدعم الارهاب وان يكون لهما يد لدعم تلك الحركات وعلى اثرها اثيرت الخلافات الدبلوماسية وفي سحب سفراء كل من الرياض والمنامة ودبي من الدوحة وتعليق الروابط فيما بينهم ولعل اتفاق المؤتمر الاستثنائي في مكة لوزراء خارجية بلدان التعاون الخليجي اعادة المياه الى مجاريها على اساس تجميد التوترات مؤقتاً بين بلدان المجلس حفظاً لوحدة الدول المنضوية فيه والتي لم تنجح للوصول لحل اي مشكلة من المشاكل الموجودة بين دولها.

ورياض تخشى من اي تقارب لايران لانه يعني لها اعطاء الضوء الاخضر لبيقة البلدان لتوسيع علاقاتها واي توثيق في الروابط بين هذه البلدان وايران هو ابتعاد عن سياسات الدول الغربية لان واشنطن غير راغبة في التقارب بين المملكة السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية إلا تحت غطاء سياستها وطهران تعمل ضمن استراتيجية المحبة والمصالح المشتركة دون التدخل في شؤون هذه البلدان . اما السعودية اليوم هي ضحية حسابات خاطئة وقد تشعل النار التي ستلتهم بيتها الداخلي وقد تصل الى بلدان الخليج وستكشف قريباً انها غير قادرة على تمويل الحروب بالوكالة ونيابة عن دول الاستكبار العالمي كما هو الحال الان في سورية واليمن ومصر والعراق والبحرين  .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق