بعد تزايد جرائم الارهاب آن للشعب ان ايصمت!!
د . ماجـــد أســد –
ليس لدينا اجابة: كيف توضع المفخخات في اكثر المناطق حصانة كي تقتل اكبر عدد من الابرياء…؟ وليس لدينا اسئلة: لماذا يستهدفون عامة الناس في المقاهي والحدائق والاسواق… بعد ادراك انها لن تدفع اي سؤال الى: الاستقالة او حتى الاعتذار، وانها لم تزحزح السلطة عن موقعها!!
لكن الذي لايمكن اغفاله، بعد تكرار الجرائم التي تستهدف الشعب بعشرات المفخخات والعبوات والالغام والاحزمة الناسفة وكواتم الصوت، ان وحدة اطياف الشعب ومكوناته تزداد تقارب ولحمة وتماسكاً ووحدة، فكل ماراح الارهاب يعبث بالقيم والمبادئ والمثل والاخلاق و… وكلما ادرك الجميع ان العدو المتوحش لم يعد يتهدف مكوناً او طائفاً او قومية لم يعد لدى الشعب الا القرار الوحيد لاللصمت .
فالارهاب باي شكل من اشكاله وباي قوة عمياء يعمل بها اصبح لايخفي اهدافه: تدمير العراق: ذاكرة جسداً ونسيجاً، اجتماعياً واقتصادياً ووحدة ثقافية، واخيراً دفع الناس الى فقدان الامل… فاذا كان تعداد منتسبي الاجهزة الامنية اكثر من مليون منتسب واذا كانت الملايين قد انفقت واذا كان هناك من يسفه جرائم الارهاب وغير مكترث لمئات الضحايا في كل يوم وفي كل اسبوع وفي كل شهر … فلم يعد لدى الناس الذي اصبحوا اهداف للقتل الا اعادة قراءة كل ماحدث واستيعاب الدرس، فاذا كانت عقود الظلم والاستبداد والاستنزاف قد انزل خسائرها الباهرة في الارواح وفي الممتلكات وفي الموارد ولكنها لم تقضي على ارادة الشعب فان مضاعفة جرائم القتلة ومحبي سفك الدماء وذبح الابرياء ومضاعفة اعداد الايتام والارامل. اليوم لن يؤدي الا الى تراكم صبر هذا الشعب الطيب الذي اسهم مع الشرفاء ببناء الحضارات وحافظ على كرامة الانسان كي ينفجر… ولايستسلم للايام السود والاسابيع الحمراء والسنين العجاف…
فالشعب سيزداد تمسكاً بذاكرته وارضه ويزداد قدرة على ردم الفجوات والخلافات وكل اشكال الفساد وازاحة كل من لم يؤدي الامانة او من لم يقدر الى حملها كي يذهب ابعدمن غباب المفخخات ودخان التفجيرات… فاذا كل من عليها مصيره الموت وفق الحتميات فان اراد القضاء على هذا العدد الكبير من الابرياء وخطط ومول واغوى و… الخ. بكون قد حفره بيديه.
فالعراق الذي لم يهزمه هولاكو ولاجنكيز خان السفاح ولا اي غاز من المتوحشين او من دعاة الحضارة، فان مواجهة الارهاب ليس الا مدرسة يتعلم فيها الشعب ان لا يصمت، وان لايفقد الامل كي يكون قراره موحد بالعبور من الموت الى السلام… ومن الفوضى الى النظام… ومن الفساد الى النزاهة… ومن الخمول الى الابداع … ومن الماضب الى المستقبل… وذلك لان شعب العراق وجد للحياة وليس للظلمات.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق
في آراء