التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الكلمة الحرة … في سنتها الخامسة 

د . ماجـــد أســد
   تبدو تجربتنا في ( الكلمة الحرة ) كَمن شرع بحفر حفرة كلما اخذ منها اتسعت ! أو انها كالنار كلما القمتها حطبا قالت : هل من مزيد ! في الواقع ، من لم يمارس مهنة – محنة – الصحافة لا يمتلك ان يخبرنا كم هي شبيهة بمن يمشي في حقل للالغام !..
   لان ( الكلمة الحرة ) ولدت مع مشروع (حرية التعبير) و مع ( حقوق الانسان ) ومع ( الديمقراطية ) وهو بمثابة المشي في الطريق الموحش ، طريق الحقيقة ! فقد كان علينا – كأسرة مصغرة – ان لا نكترث للعثرات .. وللخسائر .. ان كانت مادية .. او تعبا مضاعفا .. او ادراكا بأن المهمة ستمتد ، وتتواصل ، و ان ثمة توازنات بين المتحقق مهما كان محدودا ، و بين الحلم بأتساع مساحته و ابعاده الكبيرة .
   فأزمات العراق ليست دليل ( احتضار ) او ( مراوحة ) او ( ارتداد ) بل ، على العكس حالة استيقاظ و شروع بالعمل . فالقرون الطويلة المثقلة بالظلمات تركت اثرها ، و التدخلات الخارجية اثقلته بالاضطرابات ولكن العراق مهما اشتدت عليه المحن و البلايا ، ومهما ضاقت عليه السبل ، وجد انه يستجيب للحياة ومسيرتها العنيدة ، بدل الانشغال بتركات القرون .. والعقود الماضية الزاخرة بالفتن .. و الدوران في حلقات مفرغة .. والفقر .. والرداءة .. و الفساد .. و الظلمات .. الخ . مما سمح لبلد الحضارات تحديدا ان يبدأ بالكلمة .. وان يتمسك بها غير مكترث للخسائر … الا لأن ما سيولد هو وحده الجدير بالبقاء .
   اربع سنوات مرت و اخرى ندشنها الان ، حاولت (الكلمة الحرة ) ان توازن بين الحرية التي تصنع الوعي المعاصر عبر الكلمة ، وبين الكلمة التي تدوّن مسيرة الارادة الخلاقة الحرة … لان الكلمة منذ حفرت فوق الاختام ، في سومر واكد و بابل و نينوى …الخ . مكثت  راسخة في ذاكرة انسان وادي الرافدين ، من اعالي الفرات الى البحر ، شفافة .. نبيلة بما تضمنته من بناء لحياة اكثر عدلا .. واكثر توحدا .. واكثر احساسا بالجمال .. والكرامة للبيت العراقي ولهذا البيت مع العالم بأسره . فالكلمة هي الانسان لانه في الاخير .. هو الكلمة – الموقف !
   وأسرة ( الكلمة الحرة ) تعدكم ايها الاصدقاء الاوفياء بما تمتلكهة من امكانيات مادية ، او فنية او بشرية محدودة ان لا تتردد كما فعلت في تقديم الافضل و ما يرضي الطموح …. فأجمل البحار لم نراها بعد واجمل المدن لم تشّيد بعد ، مثلما ان اسعد الازمنة ستولد في ارض العراق ، ارض المعرفة ، ودار السلام بأرادة البناء وحب المعرفة و احترام الانسان !

 

07703444510
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق