التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

كاتب لبناني يطالب بتسليح الجيش من قبل ايران على غرار المقاومة 

لبنان ـ سياسة ـ الرأي ـ

دعا الكاتب والمحلل السياسي اللبناني “ذولفقار ضاهر” في مقال له على موقع قناة “المنار” التيارات والاحزاب في بلده الى ان تسمح بتسليح الجيش اللبناني من قبل ايران على غرار المقاومة بهدف تمكينه من التصدي للتحديات التي تمر بها البلاد.

وقال ضاهر في مقاله بعنوان “اتركوا ايران تسلح الجيش.. المقاومة نموذجا” ان رد حزب الله على عدوان القنيطرة لم ياتي من فراغ لان المقاومة دائما على أهبة الاستعداد على كافة الصعد خاصة من ناحية امتلاكها للسلاح الرادع للعدو وهنا تسائل الكاتب وفي ظل التحديات الداخلية والاقليمية التي يعيشها لبنان هل جيشه يمتلك السلاح لمواجهة هذه التحديات؟

واشار ان البحث في قدرات المقاومة يحتاج الى دراسات مطولة وابحاث معمقة لا تسعها مقالة من هنا او تقرير من هناك، لانها جاءت نتيجة تراكم خبرات وجهد مضنٍ لسنوات طويلة بذلت خلالها الانفس ورخصت من اجلها دماء شباب وقادة منذ الطلقة الاولى لانطلاقتها، فالمقاومة تحيا وتستمر بدماء الشهداء.

ويستطرد ضاهر قائلا ان ما يهمنا هنا هو البحث في موضوع هام وضروري للبنان ولكل لبناني ومحاولة الاجابة عن تساؤلات تتعلق بقدرات الجيش اللبناني، ولماذا لا يتم تطويرها لمواجهة ليس فقط العدو التكفيري والجماعات المسلحة على الحدود مع سوريا بل ايضا الوصول لمستوى يصبح فيه جيشنا بمستوى مواجهة العدو الاصلي الا وهو العدو الاسرائيلي، فلماذا لا ينتهج الجيش اللبناني اسلوبا مشابها لاسلوب المقاومة وباستراتيجية تلائم وضعه وظروفه وطريقة عمله؟

وأضاف أن الحديث عن قدرات الجيش يأخذنا بشكل طبيعي للحديث عن تسليحه ومصدر هذا التسليح. فقبل عملية شبعا النوعية والبطولية للمقاومة بأيام قليلة سقط للجيش اللبناني شهداء في مواجهات الجماعات الارهابية، وللمرة الثانية تواليا قضى أبناء المؤسسة العسكرية في جرود منطقة رأس بعلبك بعد كمين سابق في نفس المنطقة أدى لاستشهاد ستة عسكريين، كما سبق ان استشهد العديد من الضباط والعسكريين في مناطق لبنانية عديدة من عرسال الى طرابلس الى غيرها من المناطق في مواجهات مع الارهاب التكفيري.

ويرى الكاتب ان ضباط الجيش اللبناني وجنوده وعناصره يقفون  باللحم الحي والصدر العاري لدرء الاخطار الارهابية عن لبنان وما قد تجره من تبعات وفتن على الداخل، وهكذا يقف ابطال الجيش جنبا الى جنب كالبنيان المرصوص مع اخوتهم في المقاومة لصدّ ذاك الارهاب الذي لا يعرف دينًا ولا قيمًا ولا شيء عن الانسانية لا من قريب ام بعيد.

ويعرب ضاهر عن استغرابه لترك الجيش يعاني ويقتل أبناؤه دون اي تحرك من قيادة عسكرية ام سياسية لتسليحه بأحدث انواع الاسلحة كي يضرب بيد من حديد ليس فقط للدفاع عن لبنان بل لدرء الموت السهل والواضح عن خيرة ابنائه من ضباط وعسكريين، رغم ان كل القيادات على اختلافها لا تنفك تؤكد في الليل والنهار على دعم الجيش وضرورة تسليحه!

ويتسائل الكاتب، فلماذا لا تعمل الدولة والمسؤولون في لبنان اليوم قبل الغد لإحضار اي سلاح متطور للجيش وفي أسرع وقت ممكن كي يستخدم ضد الجماعات الارهابية على الحدود مع سوريا؟ لماذا لا يشتري لبنان الطائرات على انواعها اليوم قبل الغد، من مروحيات الى طائرات استطلاع وصولا للطائرات الحربية ولم لا اذا ما كانت هي الحل لحماية جنودنا وارضنا وسيادتنا؟ ولماذا ما زال أهل السياسية يخترعوا الاسباب والاسباب المضادة لرفض تسليح الجيش من ايران بالتحديد؟ واين اصبحت الهبة السعودية في هذا المجال؟ هل سننتظر سقوط المزيد والمزيد من الشهداء كي نبحث في اسباب الدعم والتسليح وخلفياته؟ فالدخول في مطولات قانونية وشرح اعلامي لا يفيد في ارض المعركة.

وهنا يؤكد الكاتب على ان لبنان كما المنطقة كلها في حالة حرب وإن كانت غير معلنة بشكل رسمي ومباشر من قبل الدولة اللبنانية، نحن في حالة حرب واقعية شئنا ام ابينا، ولا يمكن لاحد رفض هذا الواقع كي يهرب من المواجهة، فالهروب لا ينفع في زمن الحرب وفي ارض المعركة، بل ما ينفع هو التصدي والمواجهة وابتداع الحلول وامتلاك اسباب القوة التي تدفع المعتدي وتردعه.

ويذكر ضاهر هذا الامر على انه وفي ايام الحروب لا تبقى القوانين العادية دوليا ام داخليا سارية المفعول بل يمكن تجاوزها نزولا عند الضرورات الامنية والعسكرية، وذلك بناء لنظرية قانونية هي نظرية “الظروف الاستثنائية” التي لا تحتاج الى كثير من الشرح فمعناها واضح من اسمها، فلمن يقول إن التعاطي مع ايران في ملف تسليح الجيش يجر على لبنان عقوبات وتداعيات معينة امام المجتمع الدولي، فهذا كله كلام مردود لان حالة الحرب المفروضة على لبنان والمتمثلة بالاعتداءات على سيادته وحدوده تجعله في حِلٍ من أي امر آخر يتعلق بحظر غربي على ايران، هذا في حال افترضنا ان الحصول على السلاح الايراني هو امر له تداعيات كما يدعي البعض في لبنان، لا سيما من فريق “14 آذار”.

ويشدد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني على ان حالة الحرب الموجودة فعلا لا افتراضا تجعل لبنان غير معني بأي أمر آخر سوى الدفاع عن نفسه وسيادته وشعبه بأي شكل او اسلوب، فما ينفع للبنان وجيشه اليوم هو البحث عن اسرع وافضل الطرق لامتلاكه السلاح أي سلاح يدفع عنه وعن لبنان خطر الجماعات التكفيرية بدءا من الصاروخ وصولا الى الطائرات، سواء أكان ذلك من ايران ام السعودية ام من اي بلد اخر، لان الاطلالات الاعلامية والوعود السخية من هنا وهناك لن تعطي دروعا واقية لعسكريينا على الحدود ولن تمنحهم طائرات او رادارات ترصد تحركات الارهابيين قبيل تنفيذ اعتداءاتهم ولن تنفع في درء خطر العبوات الناسفة التي تزرع في الجرود لدوريات الجيش وتحصد في كل مرة عدة شهداء.

وفي الختام جدد الكاتب تساؤلاته قائلا يبقى ان نسأل هل هناك من السياسيين والقيادات من شاهد مواكب الجثامين تشيع في كل يوم من المستشفى العسكري المركزي في بيروت باتجاه مختلف المناطق اللبنانية من شمال الى الجنوب فالبقاع والجبل؟ هل وضع أي سياسي لبناني نفسه مكان اب الشهيد او ام الشهيد وتخيل ما يمكن ان تكون عليه أرملة الشهيد او طفلة الشهيد؟ هل كل هذه المشاعر الانسانية حرّكت او تحرك لاحد من القيادات نخوة ما او إحساس ما للمسارعة في مساعدة العسكريين وتقديم كل الدعم لهم فعلا لا قولا، ممارسة لا شعارات وخطابات لا تحمي ولا تدرء خطر؟ كل ذلك وأكثر برسم كل القيادات السياسية والعسكرية والامنية في لبنان. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق