علوش يقصف دمشق بصواريخ سعودية
سوريا ـ امن ـ الرأي ـ
يعود زهران علوش قائد ميليشيا “جيش الإسلام” لاستهداف العاصمة السورية بالصواريخ، وعبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي تويتر يقول علوش بأن عناصره قصفوا دمشق بما يقارب 300 صاروخ بدائية الصنع إضافة إلى قذائف الهاون.
ومن المعروف إن علوش الذي يصنف أميركياً ضمن “المعارضات المسلحة المعتدلة” المشرعن دعمها وفق نظريات واشنطن لإسقاط الدولة السورية، ويمول “علوش” بشكل مباشر من السعودية التي رعت إنشاء ميليشيا “جيش الإسلام” من مجموعة من الميليشيات التي كانت تنتشر في الغوطة الشرقية، ومن ثم أعطي الأمر لتصفية الميليشيات المنافسة له للسيطرة على الغوطة فقضى على ميليشيا “جيش الأمة”، إضافة إلى ميليشيا “لواء شهداء دوما”، وهما اثنتين من الميليشيات التي كان علوش متحالفاً معها إلى وقت قريب.
استهداف المدنيين في دمشق، ومحاولات إعادة الفوضى إلى العاصمة السورية بعد تأمينها بطوق عبر عملية “درع العاصمة” والتي أوصلت الجيش السوري إلى تخوم مدينة دوما في أقصى الشمال الشرقي للعاصمة السورية، تصب في مصلحة الدول الرامية إلى عرقلة الحوار في سوريا، وحل الأزمة في شقها السياسي، ولا يعني قصف دمشق أن الجيش السوري قد تعرض لنكسات أو تراجع من النقاط التي ثبت وجوده فيها مؤخراً، والتي منها النقاط القريبة من تل كردي وميدعا، إضافة إلى استمرار حرب الأنفاق في جوبر وما تشهده المنطقة الأخيرة من عمليات برّية وجوية تستهدف نقاط ارتكاز المسلحين، وتشير المعلومات الخاصة إلى أن طيران الجيش نفذ أكثر من 50 طلعة استهدف فيها مصادر إطلاق الصواريخ من محيط دوما خاصة في بساتين منطقة “العب”، ولا يمكن لعقلية علوش أن تخطط لاستهداف العاصمة تحت مسمى الثأر للمجازر التي ارتكبها الجيش السوري في دوما كما يدعي قائد الميليشيات المتحصن خلف المدنيين، والمانع لخروجهم من المدينة ليبقوا دروعاً بشرية في محاولة لإطالة أمد المعركة مع الجيش السوري، وتشير المصادر التي يمكن أن يكون علوش قد حصل من خلالها على كميات ومعدات تصنيع الصواريخ البدائية عبر أحد طريقين، الأول من الأراضي اللبنانية، وهذا الطريق يشير إلى وجود دور سعودي في هذا الطريق من خلال تيار المستقبل الذي يعتبر الميليشيا السياسية السعودية في الداخل اللبناني، أما الطريق الثاني فيشير إلى وجود دور أردني عبر السماح للسلاح والمواد المتفجرة بالعبور عبر الأراضي الأردنية نحو المناطق الصحراوية والتي تنتشر فيها الميليشيات المسلحة وتلتقي مع الطرق المؤدية إلى الغوطة الشرقية في بادية الضمير ومنطقة “السبع بيار”، ومنها إلى المناطق الجبلية الوعرة، وهذه الطريق في حال صحت هي أيضاً بمشاركة سعودية، فالأنباء تحدثت في وقت سابق من العام الماضي عن اتفاق بين السعودية والكيان الإسرائيلي لحماية الطائرات الناقلة للسلاح إلى الميليشيات المسلحة عبر طائرات سعودية تقلع من مطار تبوك العسكري بموافقة الكيان الإسرائيلي، وهذا يكشف عن عمق التنسيق الكبير بين كل من الرياض و”تل أبيب” لإسقاط الدولة السورية، وما العودة إلى استهداف العاصمة السورية إلا محاولة من مشغلي التنظيمات المسلحة في سوريا، لعودة الحديث عن فقدان الأمن في دمشق، وبالتالي يصبح أي حديث عن إقامة حوار سوري سوري داخل العاصمة السورية مرفوض من قبل أعداء سوريا وفق حجة منطقة، ليكون الطرح مركزاً على جنيف ثالث يمكن للمحور الأميركي أن يتحكم بمجرياته خاصة بعد سعي هذا المحور لإفشال المبادرة الروسية التي بدأت بالمنتدى التشاوري في موسكو، والذي من المقرر أن يكون له نسخة ثالثة في هذا الشهر، فالميليشيات المسلحة لا تتحرك في سوريا إلا وفق أوامر تصدر من غرف العمليات التي يقودها ضباط مخابرات دوليين على رأسهم مخابرات أميركا. انتهى