التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الحياة ليست سياسة فقط ! 

د . ماجـــد أســد
   هل الحياة بأي معنى من معانيها سياسة فقط …؟ اقصد : ان تُكرس الفضائيات والصحافة الالكترونية و الورقية ووسائل الاعلام الاخرى للحديث عن النزاعات و التصادمات و المتناحرات و كأن ( العالم ) سلسلة من التدمير ،و التدمير المقابل و سلسلة من العنف، و العنف المقابل و كأن احاديثنا ، على مدار الساعة لا معنى لها خارج استذكار ( س ) او ( ص ) و تّذكُر قضايا الخلاف و التصدعات و الاختلاف .. الخ .  وليست الحياة و بأي معنى من معانيها ليست ذلك الوجه الآخر لها الكامن في تعميرها بكل سبل التكامل و تبادل الخبرات …، و ان الحياة بهذا المعنى لا تكتسب معناها الا بما يجعلها قائمة على حافة بركان او هاوية …  وكأن على الجميع الاحتياط من الجميع ! لكن الحياة ببساطة ليست سياسة بهذا المعنى المحدود و المكرر و الضيق و الذي ينتزع الحياة من معناها الاعمق : ديمومتها ، و عبورها من جيل الى جيل اخر ، و ترابطها بين الشعوب و الامم عبر شتى العلاقات القائمة على التوازن و ليس على الانتهاك و سرقة احلام البشر و انما على العكس تماما لان السلام في الاصل لا يقوم على الاغتصاب و القسوة كالحرية لا معنى لها ان تأتي على حساب استلاب حريات الآخرين بدءاً من الجار و وصولاً الى اي انسان يعيش فوق هذه المعمورة !
   الحياة ليست هذا الذي نراه من صخب وفوضى و جدل عقيم و توتر دائم … الخ فالانسان ليس آلة غير قابلة للتلف انه مجموعة حواس و عقل بالغ الحساسية و رغبات و حاجات واحلام …، كلها عندما لا تتعرض للتلف او الاذى تتكامل عبر المودة و المؤانسة و الحوار .
   و هنا تبقى الحياة قائمة على تحقيق ما لم يتحقق بعد … و لكن ليس عبر ( العراك ) ونبش ( الفتن ) و اختراع ( الازمات ) و اشعال (الحرائق ) … بل عبر جوهر الحياة في تحقيق انها وجدت كي تمتد لا كي تدمر و تتحول الى خراب و جحيم ففي العمل الصالح و في الكلمة الطيبة و المشورة السمحاء و المودة العميقة …، يتذكر بعضنا البعض الاخر بالفضائل وبكل ما يستحق ان يجعل الحياة اكثر جمالاً ، و عطاءً بعيداً عن احادية الرؤية و انغلاقها فالحياة كالبحر كلاهما بلا نهاية او حواجز !

 

07703444510

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق