التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

كيف ينظر الكيان الإسرائيلي إلي العراق الجديد؟ 

بما أن الكيان الإسرائيلي يؤمن ببلد النيل إلى الفرات، فإن العراق الذي يقع في هذه المنطقة يعتبر بلداً هاماً له. ونظراً لظهور داعش الارهابي في العراق ودور الكيان الإسرائيلي في هذه التحولات (إما علناً أو سراً)، فمن الضروري مناقشة نظرة الكيان الإسرائيلي إلي العراق، وذلك حسب التطورات الراهنة في هذا البلد العربي.

بما أن الكيان الإسرائيلي يؤمن ببلد النيل إلى الفرات، فإن العراق الذي يقع في هذه المنطقة يعتبر بلداً هاماً له. ونظراً لظهور داعش الارهابي في العراق ودور الكيان الإسرائيلي في هذه التحولات (إما علناً أو سراً)، فمن الضروري مناقشة نظرة الكيان الإسرائيلي إلي العراق، وذلك حسب التطورات الراهنة في هذا البلد العربي.

 خطة ينون خطة استراتيجية قدمها الكيان الإسرائيلي للشرق الأوسط لضمان سيادته الإقليمية علي هذه المنطقة، وتهدف إلي تشكيل بيئة جيوسياسية جديدة عبر بلقنة الدول العربية في المنطقة وتحويلها إلي دول صغيرة وضعيفة، ومن ثم التدمير التدريجي للدول العربية المجاورة للأراضي الفلسطينية المحتلة.

 والغزو الأمريكي للعراق، حرب لبنان في ٢٠٠٦، حرب ليبيا في عام ٢٠١١، الأزمة الحالية في سوريا، تغيير الأنظمة المتكررة في مصر وأخيراً حضور داعش الارهابي في العراق والأزمة الراهنة التي يعيشها هذا البلد، كل ذلك من بنود هذه الخطة.

 وفي الوقت الحالي يجري تنفيذ خطة جديدة مكملة لخطة ينون في منطقة الشرق الأوسط، تدعي خطة “التغيير الجزري”. هذه الخطة وضعها عضو البنتاغون خلال فترة رئاسة رونالد ريغان والمستشار العسكري لجورج بوش الابن ريتشارد بيرل مع عدد من الخبراء في عام ١٩٩٦. وقدمت إلي رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحت عنوان “استراتيجية إسرائيل الجديدة في عام ٢٠٠٠”. وهاتان الخطتان تنسجمان بشكل كامل مع ما يشهده العراق حالياً من تطورات والغزو الداعشي.

في استراتيجية الكيان الإسرائيلي، يعتبر العراق من أكبر التهديدات الاستراتيجية، ويري بعض الخبراء أن الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات كانت تماشياً مع استراتيجية الكيان الإسرائيلي أيضاً. ولكن مع نهاية هذه الحرب، سعت أميركا ومعها الكيان الإسرائيلي إلي دور جديد لهما في العراق. ولكي يدفع الكيان الإسرائيلي بمشاريعه في العراق إلي الأمام، كان عليه إزاحة صدام حسين، الأمر الذي نفذه الغزو الأميركي في ٢٠٠٣.

 وقد أدى ذلك إلى أن يوضع على جدول الأعمال خلق الصراعات القبلية والدينية، وتقديم خطة لتقسيم العراق إلي ثلاث حكومات كردية وسنية وشيعية. وأفعال داعش الارهابي في العراق تنسجم تماماً مع هذا المخطط الإسرائيلي، وإذا نظرنا إلي خريطة حضور هذا التنظيم التكفيري في العراق، فسنجد أنها تنطبق بالضبط علي حكومة العراق السنية في هذا المخطط.

 الكيان الإسرائيلي سيسعد للغاية من تقسيم العراق، وتتجلي هذه السعادة بوضوح في تصريحات القادة والمسؤولين في الكيان الإسرائيلي. ففي الأول من يوليو ٢٠١٤، ألقي بنيامين نتنياهو كلمة في جامعة تل أبيب، قال فيها : إن مأساة العراق مثل المأساة في سوريا والسودان وليبيا، هي من صنع الكيان الإسرائيلي.

ستتم زعزعة الاستقرار في كل هذه البلدان كجزء من خطة عوديد ينون، كي تتحقق عملية بلقنة الشرق الأوسط. وإن الدعم الإسرائيلي لتدمير العراق كان بهدف توفير الأرضية لقيام الحكومة الكردية المستقلة. وعلى إسرائيل أن تدعم نزعة الاستقلال لدي الأكراد.

وأما الفرص التي سيوفرها تحقق الكونفدرالية في العراق للكيان الإسرائيلي فهي:

 ١ – تحقيق حلم دولة إسرائيل الكبري: الدولة التي ستمتد من النيل إلى الفرات، والعراق محور أساسي فيها. وستحقق إقامة “إسرائيل الكبري” من خلال إضعاف الحكومات العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة. وتستند هذه الخطة إلي افتراضين أساسيين: أولاً إن الكيان الإسرائيلي سيتحول إلي قوة إمبراطورية إقليمية، وثانياً إن تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة سيتم عن طريق تجزئة الدول العربية.

٢ – توسيع نفوذ الكيان الإسرائيلي في المنطقة: إن إنشاء ثلاث كونفدراليات هي الكونفدرالية الكردية والسنية والشيعية، سيوفر أكبر قدر ممكن من التأثير والنفوذ للكيان الإسرائيلي في المنطقة. وستكون الدولة الكردية أو الدولة السنية، ساحة يجول فيها الكيان الإسرائيلي وأجهزة استخباراته.

 ٣ – ضمان أمن إمدادات الطاقة التي يحتاجها هذا الكيان نظراً للموارد النفطية الهائلة في العراق.

 ٤ – خلق الثغرات في حلقة اتصال محور المقاومة: المحور الذي يشمل إيران وسوريا وحزب الله في لبنان وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ويعتبر العراق نوعاً ما الحلقة النقلية واللوجستية لهذا المحور.

٥ – الحد من النفوذ الإيراني في العراق، ولعب دور في تطورات هذا البلد العربي.

 ٦ – تعزيز الجبهة العربية المعادية لإيران: ذلك أن مواقف الدول التي ستتشكل، لن تكون متفقة مع الموقف الإيراني إلي حد كبير.

 إذن، حسب خطتي ينون وكلين بريك (التغيير الجزري)، فإن تقسيم العراق له الأولوية عند الكيان الإسرائيلي، ومن ثم يأتي الدور لسوريا وحزب الله في لبنان وإيران في نهاية المطاف. وفي الوقت الحالي يتابع الكيان الإسرائيلي هذه الخطط جيداً من خلال تقديم الدعم العلني لاستقلال الأكراد في العراق لإقامة الدولة المستقلة في كردستان. ولذلك فإنه نظراً للكشف عن هذه المخططات، والدعم الإسرائيلي غير المشروط لاستقلال الأطراف العراقية وخاصة الأكراد منهم، فإنه يجب إعطاء الأولوية لإجراء المزيد من المناقشة والدراسة لهذه الخطط، والقيام بالدعاية الإعلامية الواسعة النطاق لإطلاع العالم عليها والتعامل معها كما يجب.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق