ارتباك في مجلس التعاون يكشف عن اختلافات عميقة بين دوله
قطر ـ سياسة ـ الرأي ـ
بتخبط وإرباك تعاملت دول مجلس التعاون مع اتهام مصر لقطر بدعم الإرهاب والذي أدى إلى استدعاء الدوحة سفيرها من القاهرة للتشاور، تبخبط وإرباك يؤكدان عدم وجود استراتيجية واضحة تحكم عمل هذه الدول تجاه ملفات المنطقة الحساسة.
فلم تكد وسائل الإعلام تنشر بيانا قاسي اللهجة ندد فيه أمين عام المجلس التعاون عبد اللطيف الزياني بوسم القاهرة للدوحة بدعم الإرهاب حتى جاء بيان الزياني الثاني لينفى فحوى البيان الأول.
الزياني أكد في بيانه الثاني سعي المجلس إلى مؤازرة مصر بقيادة السيسي معتبرا أمنها واستقرارها من أمن و استقرار هذه الدول وأكد الزياني وقوف مجلس التعاون مع مصر وشعبها في محاربة الإرهاب وتأييدها جميع الإجراءات العسكرية المصرية ضد الجماعات الإرهابية.
الاضطراب لم يكن وليد ساعته ولا مراجعة ذاتية أجرتها هذه الدول وإنما يشي بانقسامات تشوب العلاقات التي تربط بين الدول الأعضاء يدفع ثمنه الزياني الذي بات ينفي ظهرا ما يؤكده صباحا.
التناقض في سياسات دول مجلس التعاون تشكل بحسب مراقبين انعكاسا للمرحلة الانتقالية التي تمر بها السعودية وللتوجهات التي يتبناها الملك الجديد حيث يشاع حديث عن ميول إخوانية لدى سلمان ونزوع لدى الرجل لترتيب أوراقه الداخلية والإقليمية وفقا لرؤاه دون أن يصطدم بالبوصلة الدولية.
فالسعودية المحاطة بنيران أسهمت في إشعهالها ورغم امتعاضها من الانفتاح المصري على روسيا وتوقيع عدد من الاتفاقيات خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة ورغم قلقها من المقاربة المصرية الجديدة للأزمة السورية ليست قادرة على خسارة الحليف المصري في هذه المرحلة ولا هي قادرة على العبث بالمشهد السياسي في مصر خشية تداعيات قد تطيح بالهيكل على رؤوس الجميع. انتهى