محلل عسكري: عدوان أردوغان الأخير على سوريا للتغطية على فشله بإقامة منطقة عازلة في سوريا
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد المحلل السياسي و العسكري السوري علي مقصود أن العدوان التركي على الأراضي السورية بحجة نقل رفاة “سليمان شاه” ما هو إلا واحد من الردود التركية على الإحباط الكبير الذي تلقته بعد إنهيار مشروعها في مدينة حلب، موضحاً أن النظام التركي يحاول أن يرّد على قيام الجيش السوري بتطويق مدينة حلب و فك الطوق الذي كانت تفرضه جبهة النصرة على بلدتي “نبل و الزهراء” في الريف الشمالي الغربي لمدينة حلب.
مقصود شدد على إن النظام التركي كان ومايزال يحاول أن يستبدل تنظيم داعش بمن تسميهم أمريكا بـ “المعارضة المعتدلة” و إن المحاولات الفاشلة الكثيرة لاستنهاض هذه الميليشيات التي تلصق واشنطن وحلفاءها صفة الاعتدال بهم عنوة عن الحقيقة التي تؤكد ألا اعتدال في صفوف الإرهابيين، أعاد أردوغان إلى خندق التحالف والتنسيق المباشر مع تنظيم داعش للحفاظ على الفوضى داخل الدولة السورية.
و أضاف المحلل السوري أن السيناريو الذي وضعه الرئيس التركي بالتشارك مع رئيس مخابراته “حقي فادان” في الموصل و الذي اعتقل ضمنه التنظيم عناصر البعثة الدبلوماسية في الموصل بحجة حمايتهم من القتل على يد “عصائب أهل الحق” التي تقاتل تنظيم داعش، عاد ليتكرر في قضية قبر “سليمان شاه” ولكن بصورة مختلفة، فإن كان أردوغان قد أطلق عدد من الإرهابيين و عمق العلاقة مع داعش عبر البعثة الدبلوماسية التركية في الموصل، فإنه اليوم يعود لتمكين العلاقة بعد جملة الأحداث التي شهدتها المنطقة بما في ذلك دعم تركيا لجبهة النصرة في معارك حلب، وهي الفصيل المنافس بقوة لتنظيم داعش على حمل راية “التكفيريين” داخل سوريا.
و أشار مقصود إلى أن الحكومة التركية تحاول التغطية بهكذا عدوان على فشلها الكبير في تحقيق حلم المنطقة العازلة في الشمال السوري، كما إن أنقرة تحاول لفت الأنظار عما يشهده الجنوب السوري من إنهيار للجدار البشري العازل الذي أنشأته حكومة الكيان الإسرائيلي باستخدام جبهة النصرة، وهذا يؤكد عمق العلاقة بين أطراف المثلث “تركيا – التنظيمات التكفيرية– إسرائيل”.
و شدد على أن أردوغان في هذه المرحلة لم يكن يملك إلا أن يستخدم “مسمار جحا” الذي يمثله قبر “سليمان شاه” محاولا الظهور أمام الرأي العام التركي بصورة المحافظ و حامي الرموز الوطنية التركية من خلال نقل رفاة “سليمان شاه” إلى منطقة أخرى غير الموجود فيها و التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وذلك لإنقاذ صورته داخلياً بعد انهيارها بفعل التقارير التي تؤكد تعامل الحكومة التركية مع داعش.
ولفت مقصود إلى أن تنظيم داعش الذي يسيطر على المنطقة منذ فترة طويلة كان قد فجر المساجد و المقدسات الإسلامية في كل المنطقة دون أن يقترب من القبر الذي تحرسه القوات التركية، على الرغم من إن عقيدة داعش التكفيرية تصر على هدم المقامات و الأضرحة.انتهى