الإعلامي عبد الرضا الساعدي لـ”أشرف نيوز”: لا مستقبل لمنظمة خلق ونواياها تقترب من أهداف داعش
بغداد ـ سياسة ـ الرأي ـ
قال عبد الرضا الساعدي رئيس تحرير وكالة الرأي الدولية للأنباء، أنه لا مستقبل لمنظمة خلق الإرهابية في العراق، مشيراً إلى أن من المؤكد لهذه المنظمة الإرهابية (خلق)؛ مشتركات عدة وأهداف ونوايا تقترب تماما من أهداف داعش ومخططاتها الإجرامية بحق العراق وشعبه .
وأوضح الساعدي في حوار مع موقع “أشرف نيوز”، “لا مستقبل لهذه المنظمة في العراق، فتاريخ المنظمة معروف لدى الشعب، وضحاياها من الأحياء يعرفون من هي (منظمة خلق) وماذا فعلت بحق الناس في زمن صدام المجرم”.
وعن عدم وجود جدية من الحكومة العراقية في إخراج عناصر المنظمة من البلاد، قال رئيس تحرير وكالة الرأي الدولية للأنباء أن “انقسام الرأي في الحكومة، دليل تقاطع المصالح والرؤى والنوايا بين بعض الأطراف السياسية الداخلة في العملية، وهو أمر معقد كما يبدو، لا سيما وأن هناك بعض التدخل الإقليمي وحتى الدولي في هذا الموضوع”.
وبشأن تعاطي وسائل إعلام منظمة خلق الإرهابية مع تنظيم داعش المجرم ووصفه على أنه مجموعة من الثوار، قال الساعدي أن “منظمة خلق إرهابية يعشقون القتل والظلام والعبودية والقبح والخراب “، مضيفاً “هناك مصلحة لمنظمة خلق في دفاعها عن تنظيم داعش الإجرامي، لأن الأرضية والمنظومة الأخلاقية والسياسية لكلا الطرفين متشابهة ومتماثلة ضد شعب العراق وأمنه وسيادته”.
وفيما يلي نص الحوار
أشرف نيوز: يقول البعض أن موضوع منظمة خلق أصبح من الماضي فلماذا هذا الاهتمام الإعلامي بالموضوع، كيف ترد على هذه الأقوال؟
عبد الرضا الساعدي رئيس تحرير وكالة الرأي الدولية للأنباء: من يريد أن يجعل من هذا الموضوع في عداد الماضي، مثله مثل الذي يطالب الضحية بنسيان الجلاد .. وكأن الإرهاب موضوع زمني ومكاني فقط ينتهي بانتهاء المناسبة !!، وليس موضوعا مرتبطا بحياة الناس وحاضرهم ومستقبلهم، وتأثير هذا السلوك الإجرامي سياسيا واجتماعيا وأمنيا ، وما يتعلق هذا كله بماضٍ يصعب نسيانه وذلك لفداحة الإجرام والأفعال الشنيعة التي ارتكبتها هذه المنظمة ..
ومن مهمات الإعلام دائما، أن يأخذ دوره في التصدي وكشف الوجه الحقيقي لهذه المنظمات المشبوهة التي آذت الشعب العراقي كثيرا في الحقبة السابقة واللاحقة .. لأن الحقيقة ليس لها وقت ومكان محدد لينتهي مفعولها بعد حين !.. إظهار الحقيقة ومتابعتها والسعي الدائم لإبرازها، هو جزء من الدور الإعلامي الشريف والمسؤول بوصفه سلطة رابعة.
أشرف نيوز: منظمة خلق الإرهابية تدافع عبر وسائل إعلامها عن تنظيم داعش وتصفهم بالثوار، إلى ماذا يشير ذلك؟
عبد الرضا الساعدي رئيس تحرير وكالة الرأي الدولية للأنباء: من المؤكد أن لهذه المنظمة الإرهابية (خلق)؛ مشتركات عدة وأهداف ونوايا تقترب تماما من أهداف داعش ومخططاتها الإجرامية بحق العراق وشعبه .
فهذه المنظمة كانت ولا تزال تمثل تهديدا على أمن واستقرار البلد، مثلما كانت تمثل في زمن النظام الديكتاتوري السابق أداةً بيد الجلاد الحاكم الظالم آنذاك .. هذه المنظمة لديها عقدة كبيرة إسمها الشعب العراقي، لأنه شعب يحب الحياة والنور والحرية والبناء والعيش بسلام وكرامة وحب .. بينما هم كمنظمة إرهابية يعشقون القتل والظلام والعبودية والقبح والخراب ..
إذن .. هناك مصلحة لمنظمة خلق في دفاعها عن تنظيم داعش الإجرامي ، لأن الأرضية والمنظومة الأخلاقية والسياسية لكلا الطرفين متشابهة ومتماثلة ضد شعب العراق وأمنه وسيادته .
أشرف نيوز: ألا ترى أن الحكومة العراقية غير جادة في حسم موضوع طرد عناصر المنظمة من العراق؟
عبد الرضا الساعدي رئيس تحرير وكالة الرأي الدولية للأنباء: انقسام الرأي في الحكومة، دليل تقاطع المصالح والرؤى والنوايا بين بعض الأطراف السياسية الداخلة في العملية ، وهو أمر معقد كما يبدو، لا سيما وأن هناك بعض التدخل الإقليمي وحتى الدولي في هذا الموضوع .. فأمريكا والإتحاد الأوربي وحلفاؤهم الإستراتيجيين، لدوافع سياسية معروفة، أزاحوا عن هذه المنظمة صفة الإرهاب في قراراتهم وإجراءاتهم الأخيرة بعد أن كانت ( خلق ) مصنفة لديهم من ضمن المنظمات الإرهابية سابقا، ولكن المصلحة الأمريكية والصهيونية تطلبت وجود هذه المنظمة كوسيلة عدائية وخبيثة للضغط على الجارة إيران الإسلامية بوصفها دولة معادية لإسرائيل وأعوانها في المنطقة..
كل هذا جعل الأمر مركبا لأن بعض السياسيين في الحكومة العراقية هو من ضمن لعبة بقاء (منظمة خلق) كوسيلة ضغط ، حسب أجنداتهم المريضة.
أشرف نيوز: ما هي دوافع بعض الجهات السياسية والإعلامية في الدفاع عن منظمة خلق الإرهابية وتصويرهم على أنهم لاجئون ومسالمون؟
عبد الرضا الساعدي رئيس تحرير وكالة الرأي الدولية للأنباء: كما قلت آنفا .. هناك من هو داخل اللعبة من هؤلاء السياسيين المدافعين عنها، وهناك ضغوط إقليمية ودولية تدفع بهذا الاتجاه أو ذاك، فهؤلاء السياسيون الذين يصورون أعضاء منظمة خلق الإرهابية على أنهم لاجئون ومسالمون، هم إما تابعون لهذه الدولة أو تلك أو لهم مصالح ومنافع شخصية وسياسية ضد البلد واستقراره، وهو يمثل انحطاطا وازدواجية في السلوك والتعامل مع أوضاع العراق وشعبه، لأنهم مشتركون في العملية السياسية من جانب، ومن جانب آخر يساهمون في تقويض أساسها من خلال احتضان هكذا منظمات إجرامية والدفاع عنها !!
أشرف نيوز: كمتابع للشأن العراقي، كيف ترى مستقبل منظمة خلق الإرهابية في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية؟
عبد الرضا الساعدي رئيس تحرير وكالة الرأي الدولية للأنباء: لا مستقبل لهذه المنظمة في العراق، فتاريخ المنظمة معروف لدى الشعب، وضحاياها من الأحياء يعرفون من هي (منظمة خلق) وماذا فعلت بحق الناس في زمن صدام المجرم، بمعنى مازالت الذاكرة العراقية حية ولم تفقد وعيها، والرأي في الأول والأخير للشعب الذي تذوق الوجع والملاحقة والترهيب والمعتقلات والإعدامات الجماعية ومقابرها التي ما تزال آثارها لحد اللحظة ، كل هذا كان بفضل أداة مساعدة ومهمة بيد السلطة البعثية الصدامية الحاكمة آنذاك.. واليوم هم مع داعش التكفيري .. العدو الأول للعراقيين الشرفاء.
نعم هناك تجاذبات وضغوط إقليمية ودولية كما ذكرنا ، ولكن في النهاية سيكون للضحايا ودمائهم الزكية من هذا الشعب ؛ كلمة وموقف ورأي يمنع تواجد هذه الشراذم المدنسة على أرضه الطاهرة ، مثلما يرفض تواجد داعش الصهيوني الظلامي على أرضه ويقاتل من أجل طرده وإزالته من الوجود.