التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

مدينة دون سائقين 

لقد دارت عجلة الاختراع خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس في الأسبوع الماضي لتقع على شيء غير متوقع ويعتبر من الطراز القديم، وهو المركبات. علما بأنه في العقود الأخيرة شهدت السيارات تحولا تدريجيا من أنواع الأنظمة الميكانيكية التي كان يتصورها هنري فورد لتصبح حواسيب على عجلات. إن هذا التحول يجلب معه موجة جديدة من التقدم الرقمي، وأولها السياقة الذاتية.

إن أول سيارات بقيادة ذاتيه تعود إلى أواخر القرن العشرين، ولكن الزيادة الأخيرة في التطور وانخفاض التكلفة -والذي ينعكس على سبيل المثال في أنظمة ليداير الرخيصة التي يمكن أن تُظهر الشارع بشكل ثلاثي الأبعاد ومما يشبه ما تراه العين البشرية- تعني أن السيارات من دون سائقين قد أصبحت أقرب للسوق مقارنة بأي وقت مضى.وكما رأينا خلال المعرض، فإن عدة مصنعين يعملون تجاه دمج مثل هذه الأنظمة ضمن أسطول المركبات لديهم، ويتوقعون البدء بإنتاج سيارات فخمة بدرجات مختلفة من الاستقلال الذاتي سنة 2016، أي في وقت مبكر. وطبقا لتقرير صادر عن مؤسسة أي أتش أس فإنه “من الممكن في فترة ما بعد سنة 2050 أن تكون كل المركبات تقريبا الموجودة على الطريق مركبات ذاتية القيادة”.لكن ما الدافع الذي يحرك هذا التوجه للسيارات الذاتية القيادة؟ هل هناك فوائد ذات معنى أبعد من الراحة التي تنتج عن عدم الإمساك بعجلة القيادة، مما يعني إمكانية قراءة كتاب أو أخذ قيلولة أو إرسال رسالة نصيبة دون الشعور بالذنب؟لقد انشغل الصحفيون خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية بالتقاط الصور للسيارات دون سائقين وهي تشق طريقها في شوارع فيغاس، ولكن لو قاموا بتحريك كاميراتهم لكان بإمكانهم التقاط صور لشيء أكثر أهمية بكثير، وهو المسرح الذي سوف تقع فيه دراما القيادة الذاتية، أي الشارع نفسه.إن المركبات التي تقود نفسها ذاتيا سوف يكون لها تأثير دراماتيكي على الحياة المدنية، لأنها سوف تجعل من الصعوبة بمكان التمييز بين وسائل النقل الخاصة والعامة، أي أن من الممكن أن تقلك سيارتك إلى عملك في الصباح وبعد ذلك وبدلا من التوقف في موقف السيارات تتحرك السيارة تلقائيا لتنقل شخص آخر من عائلتك أو أي شخص آخر في منطقتك أو أصدقائك في مواقع التواصل الاجتماعي أو في المدينة.إن آخر تقرير لفريق النقل المستقبلي الذكي التابع لمعهد ماساشوستس التقني يظهر أن الطلب على النقل في مدينة مثل سنغافورة -والتي من الممكن أن تكون أول دولة تضم أسطولا من السيارات الذاتية القيادة التي يمكن أن يستخدمها العامة- ستتم تلبيته بما نسبته 30% من المركبات الموجودة حاليا. 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق